إعصار "إريك" يضرب جنوب المكسيك بأمطار غزيرة ورياح
إعصار "إريك" يضرب جنوب المكسيك بأمطار غزيرة ورياح
أعلن المركز الوطني الأمريكي للأعاصير، اليوم الأربعاء، عن تشكل الإعصار المداري "إريك" في مياه المحيط الهادئ، مع توقعات بأن يجلب عواصف عنيفة وأمطارا غزيرة قد تؤدي إلى فيضانات مدمرة وانهيارات طينية على طول الساحل الجنوبي للمكسيك، خلال الساعات القليلة المقبلة.
وأشار المركز، ومقره ميامي بولاية فلوريدا، في أحدث نشراته التحذيرية، إلى أن الإعصار "إريك" يزداد قوة باطراد، ومن المرجح أن يتحول إلى إعصار كبير من الفئة الثالثة أو أعلى، مع بلوغ سرعة رياحه ما بين 180 و210 كيلومترات في الساعة، مع اقترابه من سواحل المكسيك غداً الخميس.
قدّر المركز أن تشهد ولايتا "أواخاكا" و"جيريرو" هطول أمطار يتراوح بين 30 و51 سنتيمتراً، وهي كميات كافية لإغراق المناطق المنخفضة وإحداث سيول مدمّرة، في حين يُتوقع هطول كميات أقل نسبياً على ولايات "تشياباس"، "ميتشواكان"، "كوليما"، و"خاليسكو".
وحذّر خبراء الأرصاد من أن التأثير الأخطر للإعصار لا يكمن فقط في قوة الرياح، بل في احتمال وقوع انهيارات طينية مميتة، خاصة في المناطق الجبلية ذات الانحدارات الشديدة، والتي غالباً ما تكون معرضة لانزلاقات أرضية مدمرة عندما تتشبع التربة بالمياه.
تهديد لحياة السكان
مع توقعات اشتداد قوة العاصفة، دعت السلطات المحلية في الولايات الساحلية السكان إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة، وتأمين الملاجئ، وتجنب مناطق الأنهار والوديان، ونقل القاطنين في المباني المهددة إلى مواقع آمنة.
ووفقاً للمركز الوطني للأعاصير، فإن اقتراب الإعصار من اليابسة قد يتسبب في ارتفاع الموج إلى مستويات غير مسبوقة، ما قد يهدد البنية التحتية للموانئ، وشبكات الكهرباء، وخطوط النقل، والمنازل القريبة من الشواطئ.
مخاوف من وقوع كوارث
تشير تقارير محلية إلى أن السكان في بعض المناطق الريفية، خاصة في "أواخاكا" و"جيريرو"، لا يزالون يتعافون من آثار أعاصير سابقة تسببت بخسائر بشرية ومادية فادحة.
وتخشى السلطات أن يؤدي الإعصار "إريك" إلى تعقيد عمليات الإغاثة التي غالباً ما تعاني نقص التمويل وضعف التنسيق.
ويحذر خبراء البيئة من أن ازدياد شدة الأعاصير في المنطقة قد يكون مرتبطاً بتغير المناخ، حيث باتت الأعاصير تتشكل بسرعة أكبر، وتتحول إلى فئات مدمّرة في وقت قياسي.
السلطات في حالة طوارئ
أعلنت الحكومة المكسيكية حالة الطوارئ في عدة ولايات، وتم نشر قوات من الحماية المدنية والجيش لتقديم الدعم اللوجستي وعمليات الإخلاء الطارئة إذا دعت الحاجة، كما تم تفعيل خطط الطوارئ لتأمين المدارس والمراكز المجتمعية لاستخدامها كملاجئ مؤقتة.
ومن المتوقع أن تصدر السلطات المحلية خلال الساعات المقبلة تحديثات متلاحقة حول مسار الإعصار وإرشادات السلامة للسكان، وسط مطالبات من منظمات الإغاثة بتوفير مساعدات استباقية تحسباً لأي كارثة إنسانية محتملة.